رحم الله ابن القيم

يروى أن الأمام بن القيم عليه رحمة الله أنه خطب الناس خطبة بليغة بالجمع أموي بدمشق أيام الغزو الصليبي لديار المسلمون وقد جاءت خطبته كجرس الإنذار الأخير حيث استيقظ من وقعها المسلمون وتأملوا حالهم فإذا هم على حال مؤلمة من التمزق والضعف والركون إلى لزائز الحياة وعدم الرغبة في الجهاد في سبيل الله تعالى قال بن القيم
أيها الناس مالكم نسيتم دينكم وتركتم عزتكم وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم أحسبتم أن العزة للمشرك وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين يا ويحكم أما يؤلمكم وينمي حماستكم أن أخوان لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف أتأكلون وتشربون وتتنعمون بنعائم الحياة وأخوانكم هنالك يتسربلون باللهب ويخوضون النار وينامون على الجمر
أيها الناس إنها قد دارت رحى الحرب وفتحت أبواب السماء ونادى منادي الجهاد فإن لم تقدروا على الحرب تديرونها فأتركوها للنساء يدرن رحاها أو لا فإلى الخيول وهاكم لجمها وقيودها.
أتدرون مما صنعت هذه اللجم والقيود إنها ضفائر المخدرات لم تكن تبصرها عين الشمس صيانة وحفظا قطعنها لأن تاريخ الحب قد إنتهى وأبتدأ تاريخ الحرب في سبيل الله ثم في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض.
فإن لم تقدروا على الخيل تقيدونها فاخذوها واجعلوها ذوائب لكم وضفائر إنها من شعور النساء ألم يبقى في نفوسكم شعور وألقى اللجم والقيود على رؤوس الناس وصرخ
"ميدي يا عمد المسجد وانقضي يا رجوم وتحرقي يا قلوب ألما وكمدا فلقد أضاع الرجال رجولتهم"
منقول

ج ـــزاك الله خ ـــير ...