القبلة ومراحل تحويلها والحمكمه من ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد مرت القبلة بثلاث مراحل في التغيير والاتجاه فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نحوا الكعبة قبل ان تفرض الصلاة وتم تاكيد هذا الاتجاه حينما اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج حيث فرضت الصلاة في تللك الليلة المباركة00وحينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينه امر الله نبيه الكريم ان يتوجه نحوا بيت المقدس فصلى ستةعشرا شهرا نحو بيت المقدس وهو عليه الصلاة والسلام في نفسه رغبة كبيرة ان يوجهه ربه سبحانه الى البيت الحرام من غير ان يقدم بين يدي الله طلبا حياء من الله فاستجاب الله لهذه الرغبة فانزل قرانا بذلك"(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام00")
الناظر لهذه التغييرات والتحولات التي مرت بها القبلة ان هناك حكمة عظيمة من وراء ذلك 000واليكم بعض هذه الحكم00
لاشك ان العرب قبل الاسلام كانوا يعظمون البيت الحرام باعتباره رمزا يعبر عن كيانهم وليس تعبدا لله تعالى فجاء النبي صلى الله عليهم ليؤكد هذه القضية ولينقل هذا الاعتزاز بالبيت من الفخر والتاريخ الى تعظيم الله من خلاله باعتباره بيتا لله تعالى وباعتباره ميراثا لابي الانبياء ابراهيم عليه السلام0 فكان توجه النبي صلى الله عليه وسلم نحوا الكعبة اشارة كبيره لقريش وللعرب ان هذا الميراث الذي يعتزون به ويتفاخرون به انما انشئ لعبادة الله وحده(واذ بوئنا لابراهيم مكان البيت ان لاتشرك بي شيئا وان طهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)
اما توجهه عليه الصلاه والسلام نحوا بيت المقدس عند دخوله للمدينه ذلك لان من في المدينه هم اهل كتاب وهم اعرف الناس بحقائق الرسل والكتب قال تعالى(الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم) فكان هذا التوجه اشارة واضحة بانه عليه الصلاة والسلام مؤمنا بانبياء الله ورسله وكتبه ومعظما لكل ماقدسه الله وامر بتقديسيه وكذلك لتاليف القلوب وهذا كان واضحا حتى بصيامه عليه الصلاة والسلام لعاشوراء اول دخوله للمدينه وكذلك ليوضح للناس جميعا ولاهل الكتاب خصوصا ان الذي بعثه اماما للبيت الحرام وامره بذلك هو نفسه سبحانه من امره ان يتوجه الى بيت المقدس ليؤكد لهم وللناس نبوته وصدق رسالته مع ان التوجه لبيت المقدس كان قد ولد تحرجا في قلبه عليه الصلاة والسلام وثقيلة على الصحابه كما قال اللله (وان كانت لكبيره الاعلى الذين هداهم الله)00
وخلال الستته عشر شهرا كان الحبيب يتوجه ويتقلب ببصره للسماء متمنيا من الله ان يوجهه للبيت الحرام حتى جاء الامر الالهي بذلك 00
فاحدث هذا التحول نزاعا وصراعا وشكوكا في قلوب اهل الكتاب الذين عمدوا لبث الاشاعات والشبهات بسبب هذا التحول كما سجل الله ذلك بالقران(سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم) وبدءوا يلقون القول انه لو كانت قبلتهم الاولى صحيحه لما تركوها وان كانت القبله الثنانيه غير صحيحه لبطلت صلاتهم وقالوا بان الله لايجوز عليه التغيير والتبديل فحصل ريب وشك بين الصفوف الا ان انزل الله قوله (وماجعلنا القبله التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وماكان الله ليضيع ايمانكم(اي صلاتكم)ان الله بالناس لرؤوف رحيم)00

ومن الحكم الاخرى التي اراد الله من خلالها ان نعلمها هي:
كما قلنا انها جمع للقبلتين فهي اشارة للعالمين ان محمدا عليه الصلاة والسلام هو امام الثقلين وخاتم النبيين وبه تختم الكتب وتتحد القبلة ومن هذا الفهم يتضح لنا امراوهو000 اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اماما للعالمين فمن باب اولى ان تكون امته قدوة للامم ولكن متى؟؟متى ماكان بيت المقدس بيد المسلمين لانه مركز قيادة العالم وهو ميزان ايمان الامه00
الامر الاخر هو دعوة لنا في طاعة امر الله ورسوله ومهما كان الامر وان يكون شعارنا سمعنا واطعنا لذلك لما نزل الامر الالهي بالتحول من بيت المقدس الى البيت الحرام وكان وقت صلاة الظهر فنادى منادي ان القبلة تحولت الى البيت الحرام في هذه اللحظه كان المسلمون في موضع الركوع فغيروا اتجاههم للخلف تماما وهم راكعون للكعبة فكان لسان حالهم يقول يارب سمعنا واطعنا ولو امرتنا ان توجه في اليوم والليله الف مره0000
نسئل الله القبول

القبلة ومراحل تحويلها والحمكمه من ذلك 4793_81184462268

جزاك الله خيراً كثيرا
وفقك الله لما يحبه ويرضاه