ادعوا علي بصيرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ادعوا علي بصيرة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سودة بنت زمعة العامري

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جودي الاسلام

M مشرف متألق M
جودي الاسلام


عدد الرسائل : 376
توقيع المنتدى : سودة بنت زمعة العامري FP_04
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 27/10/2008

سودة بنت زمعة العامري Empty
مُساهمةموضوع: سودة بنت زمعة العامري   سودة بنت زمعة العامري Icon_minitimeالأربعاء فبراير 04, 2009 6:43 am







No



هي في سطور:
هي "سودة بنت زمعة العامري"، وأمها الشموس بنت قيس من بني عدي بن النجار، وكان أبوها على الجاهلية حينما خطبها النبي- صلى الله عليه وسلم-.
تزوجت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من ابن عمها "السكران بن عمرو العامري"، وقد هاجر بها مع من هاجر إلى الحبشة؛ خوفًا على دينه مع ثمانية صحابة من بني عامر، وأنجبت منه خمسة أولاد وقيل ستة.

عاشت مع الرسول- صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة سنة، وامتد بها العمر إلى نهاية خلافة "عمر بن الخطاب"، وهي من السابقات إلى الإسلام الذين احتضنوا الدعوة مبكرًا، حيث تربت في "دار الأرقم بن أبي الأرقم" تربيةً خالصةً جعلت الدعوة تسري في كيانها مسرى الدم فعاشت لها، وهكذا يجب أن تكون حاملةُ دعوة الإسلام تفكر وتهتم بغيرها؛ خوفًا عليها من عذاب الله، مستجلبةً بذلك رضا الله والحياة الطيبة؛ عملاً بقوله سبحانه ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ (النحل من الآية 97).

السيدة "سودة" المؤمنة المهاجرة:
بعد أن دعتها فطرتها إلى خلع ثوب الجاهلية وعبادة الأصنام، وسمعت عن محمد - صلى الله عليه وسلم - سارعت إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ لتدخل في أنوار التحويد وعقدت النية بعد الهداية على التحرك لنشر هذا الدين في أرجاء المعمورة، وإنها لحياة كريمة في ظل الإيمان بالله قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ...﴾ (التوبة من 100).
وحسب السيدة "سودة" أنها لاقت من عذاب المشركين ما لاقت حينما علموا بإسلامها، فقد صبّوا عليها وزوجها العذاب صبًا، ولم يرقُبوا فيهم إلاًّ ولا ذمةً، يقول ابن إسحاق: "ثم إنهم عدَوْا على من أسلم واتبَع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين الضعفاء، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش، وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر؛ يفتنونهم عن دينهم - فمنهم من يُفتن من شدة البلاء الذي يصيبه، ومنهم من يصلب لهم، ويعصمه الله، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يصيب أصحابه من البلاء قال لهم: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجًا مما أنتم فيه"، فخرج المسلمون من الصحابة إلى أرض الحبشة؛ مخافة الفتنة وفرارًا إلى الله بدينهم، فكانت أول هجرة في الإسلام.
خرجت "سودة" مع زوجها ومجموعة من الصحابة تاركين الدار والأوطان والأحباب، والأرض العزيزة إلى مصير مجهول، وأناس غرباء، لكنَّ الله عوضهم خيرًا بـ"النجاشي" ملك الحبشة العادل، الذي أمنهم على أنفسهم ودينهم، وأراد الله لهم أن يعودوا إلى مكة ثانيةً؛ لينعموا بصحبة النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي يستعذب المؤمنُ في جواره كل مكروب، ولم يسعد هؤلاء بالراحة بعيدًا عنه.
لكن قريشًا قابلتهم بمزيد من الإيذاء والكيد والمكر السيئ، حتى أذن لهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالهجرة الثانية إلى المدينة، وخرجت "سودة" مهاجرةً مع إخوانها من المسلمين، فنزلوا في رحاب الأنصار الذين قال الله فيهم: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ (الحشر من الآية 9)، وحسبهم بعد الصبر والتضحية والفداء يومًا يكشف الله عنهم فيه هذا البلاء، ويندحر الكفر وينتصر الإسلام.

السيدة سودة ومناقبها العظيمة:
سطرت أمنا الغالية صفحات من نور في التاريخ الإسلامي والقدوة الصالحة، فقد نزلت بشأنها آية كريمة تحمل حكمًا شرعيًا، وهو قول الله تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾ (النساء من الآية 128)، وتشير هذه الآية إلى حق المرأة التي تريد الاحتفاظ بزوجها والبقاء معه في عصمته، وأنه بوسعها التنازل عن حق من حقوقها برضاها التام مقابل عدم تطليقها؛ حبًا وحرصًا منها على البقاء في بيت أمهات المؤمنين، والحفاظ على مكانتها التي اختارها الله لها، ومنحها لها النبي- صلى الله عليه وسلم- وهذا شرف لا يدانيه شرف.
كما يذكر لها الفضل في نزول الحكم الفقهي والشرعي بثبوت النسب، حيث كان لها أخ مشكوك في نسبه، وكان يدخل عليها؛ مما يسبب لها حرجًا شديدًا، فعرضت ذلك على النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي قضى فيه بقوله: "الولد للفراش وللعاهر الحجر"، فأصبحت قاعدةً شرعيةً في ثبوت النسب (يعنى ينسب الولد لأبيه أو للفاعل وللمرأة الرجم بالحجر)، وكانت السيدة "سودة" حريصةً على اتباع أوامر زوجها "محمد"- صلى الله عليه وسلم- في حياته وبعد مماته؛ طاعةً لله، ووفاءً للنبيّ، وبرًا به- صلى الله عليه وسلم-.
فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت: استأذنت "سودة" ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا بدفعة فلأن أكون استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذَنته "سودة" أحب إلَّى من مفروح به.
(حطمة: أى قبل زحمة الناس فيحكم بعضهم بعضًا) و(مفروح: أي ما يفرح به كل شيء)، وعن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: "هذه ثم ظهور الحصر" قال صالح: فكانت "سودة" تقول لا أحُجُّ بعدها، فكان كلهن يحججن إلا "زينب بنت جحش" و"سودة" - رضي الله عنها، وقالتا في ذلك: لا تُحركنا دابة بعد أن سمعنا كلام النبي ورغبته، (والمراد من الحديث أن تلزم نساء النبي البيوت بعد هذه الحِجَّة ولا يخرجن منها).

وها هي- رضي الله عنها- يتنزل الوحي من السماء ليخرجها من موقف سبَّب لها حرجًا مع سيدنا "عمر بن الخطاب" بعد أن أخبرت النبي- صلى الله عليه وسلم-، فعن "عائشة"- رضي الله عنها- قالت: خرجت "سودة بنت زمعة" - رضي الله عنها - ليلاً فرآها "عمر"، فعرفها، فقال: إنك والله "يا سودة"، ما تخفين علينا؟، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرْت له ذلك وهو في حجرتي يتعشى، وإن في يده لقرقًا، فأنزل الله عليه، فَرُفع عنه وهو يقول: "قد أنزل الله لكن أن تخرجن لحوائجكن"، ففيها نزلت آية الحجاب


يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا * (الأحزاب : 59 -62)




- رضي الله عنها - فحازت الشرف وبركة الطاعة لله ولرسوله، وقد روت السيدة "سودة" عن رسول الله خمسة أحاديث، أخرج لها في الصحيحين حديث واحد، وروى لها البخاري حديثين وروى عنها آخرون، وأبو داود والنسائي.

السيدة "سودة" وبيت النبوة:
عندما كان الصحابة يرقبون آثار الحزن على نبيهم، ويشفقون عليه من الوحدة بعد وفاة السيدة "خديجة"، حاولت السيدة "خولة بنت حكيم" السعي من أجل عرض زوجة لترعى البنات، وتمت الخطبة، وشاع في مكة أن "محمدًا" سيتزوج من أرملة مسنَّة غير جميلة، إلا أنها لم تتأثر، فقد رأت أن رسالتها ستنحصر في مساعدة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تربية الأولاد، وكانت مدركةً أنه ليس في مثلها مأرب، وقد خلفت "خديجة بنت خويلد" سيدة نساء قريش، لكنه- صلى الله عليه وسلم - تزوجها؛ جبرًا لخاطرها، وعزاءً لها عن زوجها الذي تركها بين محنتَي الغربة والترمُّل؛ ليهون عليها من قسوة الحياة؛ إنسانيةً منه ورحمةً، وهو الرجل الذي لم تجرده نبوته من بشريته، وقد أصابت "سودة" دهشةً من هذا الاختبار بعد أن قاست نفسها بـ"خديجة" الزوجة السابقة، والرسول- صلى الله عليه وسلم- بشفقته بذل طاقته في ألا يُشعرها بالفارق بينها وبين "خديجة"، فقد كانت مسنةً سوداء البشرة مترهلةً، لكنَّها بيضاء السريرة، نقيَّة القلب، وكانت "خديجة" تحمل من الفضل والجمال وأقبلت "خولة" على الرسول- صلى الله عليه وسلم - قائلةً له: يا رسول الله، إني أراك قد دخلتك خلَّةُ لفقد "خديجة": "فأجاب (أجل)، كانت أم العيال، وربة البيت، فتشاغلت بالنظر إلى بعيد، ثم اقترحت عليه فجأةً أن يتزوج وسألها: من بعد "خديجة"؟ وعلى الفور عرضت عليه اثنتين: إحداهما بِكْر وهي "عائشة"؛ لتعمل على رأب الصدع وتبديد الحزن، والأخرى ثيب وأرملة ناضجة تقوم بشئون البيت ورعاية البنات، وهي "سودة" - رضي الله عنها - وبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بـ"سودة"، وظلت معه ثلاث سنوات، حتى تزوج "عائشة"، وانتاب "سودة" سرور عميق، وتحققت رؤياها التي قد رأتها، ولم تكن تطمع في هذا الشرف وقد نالت منها السنون، إلا أنها كانت معطاءةً، وأمًا رؤومًا لبنات النبيّ- صلى الله عليه وسلم- ونبعًا صافيًا للمودة والحنان- رضي الله عنها.

وقفة مع المكارم والإيثار:
كانت "سودة" تنطوي على طيْبة خارقة، وتعمل على إسعاد الآخرين مجاهدةً، فتبذل ما شاء الله لها من سخاء وكرم، ولم تمِل نفسها إلى حطام الدنيا ومتاعها الزائل، بل كانت تجود بما يأتيها من مال على مَن حولها، رغبةً فيما عند الله من نعيم لا يزول.
عن ابن سيرين: أن "عمر" بعث إلى "سودة" بفرارة درهم فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت في الفرارة مثل التمر، يا جارية، بلِّغيني القُنع، ففرَّقتها (القُنع هو الطبق).
اتسمت "سودة"- رضي الله عنها - بالعابدة الصائمة القانتة لله- عز وجل- تتعايش مع كتاب الله وسنته بقلبها وجوارحها، تتنزل على قلبها السكينة والطمأنينة، سبَّاقة إلى الخيرات، ودودة رقيقة، وقد وصفتها عائشة- رضي الله عنها- بجودة القريحة وقوة النفس، وقالت: ما رأيت امرأةً أحبَّ إلىَّ أن أكون في مسلاخها من "سودة بنت زمعة"....
أما عن الإيثار فقد أعطت "سودة" القدوة والمثل، وبذلت جهدها لإرضاء الحبيب على حساب سعادتها، وبدا هذا الخُلق حينما علمت مكانة "عائشة" عند الرسول- صلى الله عليه وسلم-، ومدى حبه لها، وقد وهبت يومها لعائشة- رضي الله عنها- ابتغاء مرضاة الله، وإسعادًا للرسول- صلى الله عليه وسلم-، وذاك حين أسنَّت وخافت أن يفارقها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت يا رسول الله، يومي لعائشة، فقبل ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم – منها، وفي ذلك أنزل الله تعالى- وفي أشباهها: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا﴾ (النساء من الآية 128)، وهذا الإيثار يندر وجوده في هذا الموقف عند النساء، حيث تنازلت عن حقها لـ"عائشة" في البيت والفراش، وظلت "عائشة" تذكر لها صنيعها بجميل الوفاء.
وهذا الموقف الطيب الذي يدل على الزهد في ملذات الدنيا والسمو بالغرائز إلى أرقى درجاتها، حدث من أمنا الغالية- رضي الله عنها- لما أحست ببرودة الشيخوخة تسرى في جسدها الشريف الثقيل الكليل، فخجلت من نفسها أن تنتزع ليلةً من نسوة النبي- صلى الله عليه وسلم- فتأخذ ما ليس لها حق فيه، وأرادت أن تقترح على الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يُسرِّحها، لكن الكلمات تعثَّرت في حلقها، ولاحت لها فكرة نبعت من قلب مملوءٌ الرضا والقناعة والحب، فقالت يا رسول الله: وهبت ليلتي لـ"عائشة" ابتغاء مرضاة الله، وإني لا أريد ما تريده النساء.

وقالت له في ضراعة- أمسكني، ووالله ما بي على الأزواج من حرص، ولكن أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجًا لك، وسعدت بأن منّ الله عليها بالبقاء في ذمة النبي الكريم، ولم تفارق خير خلق الله- صلى الله عليه وسلم- حتى لحِق بربه.
وكان- صلى الله عليه وسلم يشفق عليها، ويبذل وسعه في العدل بينها وبين زوجاته فيما يملك من مبيت ونفقة بموازين العدل وضوابط القسمة، ويروي "عروة" - رضي الله عنه- عن "عائشة" أنها قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يفضل بعضنا على بعض في القسم، من مكثه عندنا، وكان يطوف علينا جميعًا كل يوم، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس؛ حتى يبلغ إلى التي هو يومها، فيبيت عندها- صلى الله عليه وسلم.
سودة ومواقفها الطريفة- رضي الله عنها:
كانت المودة والسعادة والسرور ملء أركان بيت النبي- صلى الله عليه وسلم-، ولا يعرف العبوس لهذه الوجوه- المفعمة بالحب والأمل- طريقًا، و"سودة"- رضي الله عنها - كانت تجيد الفكاهة، وتسرى بها عن قلب الرسول عند الملمَّات والأحزان، وظلت الدواء الناجع الذي يداوي كل غم عن نفسه الشريفة، ولا تتركه حتى يفتر ثغره بالابتسام، وناسب هذا السلوك طبيعة السيدة عائشة- رضي الله عنها- التي أحبتها، فعن "عائشة"- رضي الله عنها- قالت: أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- بخريزة قد طبختها له، فقلت لـ"سودة"، والنبي- صلى الله عليه وسلم- بيني وبينها،: كلي، فأبت، فقلت: كلي أو ولألطِّخنَّ وجهك، فأبت، فوضعت يدي في الخريزة، فطلَيت وجهها، فضحك- النبي- فوضع بيده لها، وقال لها: "ألطخى وجهها" فضحك النبي- صلى الله عليه وسلم-، فمر عليه "عمر" فقال: يا عبد الله، فظن الرسول أن "عمر" سيدخل، فقال: "قوما فاغسلا وجوهكما"، فقالت "عائشة": فمازلت أهاب "عمر" لهيبة رسول الله.
ويروى أنها لما رأت أسرى بدر، وكان من بينهم شقيق زوجها السابق "أبو يزيد سهل بن عامر"، وقد قيدت يداه إلى عنقه، فلم تملك نفسها وحضرتها النكبة، وقالت له: أي أبا يزيد، أعطيتم بأيديكم، ألا متّم كراما؟!
ولما تنبه إليها الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال "يا سودة، أعلى رسول الله تحرِّضين؟" قالت يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت "أبا يزيد" مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت!!.
وقد صلَّت خلف النبي- صلى الله عليه وسلم- مرةً فأطال السجود، فقالت له مداعبةً (وكان حزينًا) لقد صليت وراءك بالأمس- يا رسول الله-، وقد أطلت السجود حتى أنني شعرت بالرعاف يزحم أنفي، فضحك- صلى الله عليه وسلم- حتَّى بدت نواجزه، وزال ما به- صلى الله عليه وسلم-.


سودة والفراق واللقاء:
وحانت محنة الفراق والحزن ومات الرسول- صلى الله عليه وسلم- وافتقدت "سودة" الحب والعطف والمودة والحنان ومكارم الأخلاق، فحزنت لموته حزنا شديدًا، ولكنها احتسبته عند الله؛ لتنال ثواب الصابرين- وحسبها أنه مات راضيًا عنها، وظلت على عهدها بالرسول- صلى الله عليه وسلم- وأحسن إليها "أبو بكر" ومِن بعده "عمر"- رضي الله عنهما-، ثم أسلمت الروح إلى بارئها لتلتقي بالحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في جنة الفردوس, وكانت وفاتها في شهر شوال سنة 54 هـ، فرضي الله عنها وأرضاها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفقير الى الله

¤° أدارة المنتديات °¤<
¤° أدارة المنتديات °¤
الفقير الى الله


عدد الرسائل : 516
توقيع المنتدى : سودة بنت زمعة العامري FP_04
السٌّمعَة : 3
نقاط : 52
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

سودة بنت زمعة العامري Empty
مُساهمةموضوع: رد: سودة بنت زمعة العامري   سودة بنت زمعة العامري Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2009 6:06 am

I love you

رضي الله عنك يا أمنا سودة ورحمك الله تعالى

monkey جودي الاسلام على هذه الاحاطة الوافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الشهادة

0 عضو لامع 00 عضو لامع 0
عاشقة الشهادة


عدد الرسائل : 419
توقيع المنتدى : سودة بنت زمعة العامري FP_04
السٌّمعَة : 0
نقاط : 114
تاريخ التسجيل : 26/11/2008

سودة بنت زمعة العامري Empty
مُساهمةموضوع: رد: سودة بنت زمعة العامري   سودة بنت زمعة العامري Icon_minitimeالسبت فبراير 14, 2009 8:57 am

سودة بنت زمعة العامري 619-welldone-AbeerMahmoud
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طريق الإيمان

¤° أدارة المنتديات °¤<
¤° أدارة المنتديات °¤
طريق الإيمان


عدد الرسائل : 229
توقيع المنتدى : سودة بنت زمعة العامري FP_04
السٌّمعَة : 0
نقاط : 17
تاريخ التسجيل : 18/07/2008

سودة بنت زمعة العامري Empty
مُساهمةموضوع: رد: سودة بنت زمعة العامري   سودة بنت زمعة العامري Icon_minitimeالأحد فبراير 15, 2009 12:13 am

Like a Star @ heaven

الاخت جودي الاسلام جعلنا الله واياك خداما للاسلام والمسلمين
المنتدى والاعضاء في شوق للتعرف على ام من امهات المؤمنين
وفقك الله لكل خير

santa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noor.7olm.org
rayan

rayan


انثى عدد الرسائل : 9
العمر : 51
توقيع المنتدى : سودة بنت زمعة العامري FP_04
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

سودة بنت زمعة العامري Empty
مُساهمةموضوع: رد: سودة بنت زمعة العامري   سودة بنت زمعة العامري Icon_minitimeالأحد فبراير 15, 2009 3:18 am

Suspect



Laughing


سودة بنت زمعة العامري 821572
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سودة بنت زمعة العامري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ادعوا علي بصيرة ::  (لقد كان فى قصصهم عبره) :: وقد كان فى قصصهن عبره-
انتقل الى: