ادعوا علي بصيرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ادعوا علي بصيرة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اقرأ ... ماأنا بقارئ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جودي الاسلام

M مشرف متألق M
جودي الاسلام


عدد الرسائل : 376
توقيع المنتدى : اقرأ ... ماأنا بقارئ FP_04
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 27/10/2008

اقرأ ... ماأنا بقارئ Empty
مُساهمةموضوع: اقرأ ... ماأنا بقارئ   اقرأ ... ماأنا بقارئ Icon_minitimeالخميس فبراير 26, 2009 9:20 am


No

هل كان نبينا محمد عليه السلام يعرف القراءة و الكتابة؟ و مع أن هذه المسألة تتعلق بالتاريخ أساسا و تاريخ السيرة النبوية المحمدية خصوصا،فإن كون القرآن وصف النبي محمد عليه السلام بأنه"أمي" يجعل منها عنصرا هاما في الفضاء القرآني بحيث لا يمكن التعامل مع هدا الفضاء من دون تحديد مدلولها داخله و دورها فيها.
سننطلق في بحثنا هنا من فحص ما ذكره كتاب السيرة و المفسرون أولا، لننتقل بعد ذلك إلى محاولة بناء فهم موضوعي لما ورد في القرآن في هذا الشأن، لنطل بعدذلك على جملة وقائع و شهادات في الموضوع.
إقرأ:ما أقرأ؟..أو ما أنا بقارئ.<روايتان>
إن أول واقعة في السيرة النبوية وضعت كتاب هذه السيرة و المؤرخين، و غيرهم، أمام مسألة ما اذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقرأ و يكتب أو لا، هي تلك التي رويت على لسان النبي نفسه حول الظروف التي رافقت أول اتصال للملاك جبريل به ليبشره بالنبوة و الرسالة. و قد حفظ لنا كل من كتاب السيرة و جامعي الحديث و قدماء المؤرخين روايتين مرجعيتين لحديث يشرح فيه النبي بنفسه تفاصيل ذلك الحدث التاريخي الذي دشن عهدا جديدا في تاريخ البشرية، عهدا قوامه قيام دين سماوي جديد ـ إلى جانب اليهودية و النصرانية ـ سرعان ما أنشأ عالما جديدا هو ما يعرف اليوم بالعالم الإسلامي.
أـ رواية ابن إسحاق:
نبدأ برواية أبن إسحاق لأنه أسبق زمنا (85ـ152هـ)، و قد ورد فيها ما يلي: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجاور(يعتكف للعبادة) في جراء (غار بجبل قرب مكة) شهرا من كل سنة (...)، و كان ذلك مما تحنَت (تتعبد) به قريش في الجاهلية (...)، فكان رسول الله سلى الله عليه و سلم يجاورذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين،
فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم جواره من شهر ذلك، كان أول ما يبدأ به، ـ اذا انصرف من جواره ـ الكعبة قبل أن يدخل بيته,حتى إذا الشهر ـ الذي أراد الله تعالى فيه ما أراد من كرامته ـ من السنة التي بعثه الله تعالى فيها،و دلك الشهر شهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى غار حراء، كما كان يخرج لجواره و معه أهله، حتى اذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته،و رحم العباد بها،جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :فجاءني جبريل، و أنا نائم ( في رؤيا المنام)،بنمط (وعاء) من ديباج (ثوب فارسي مزركش)،فيه كتاب، فقال: اقرأ! فقال (النبي):ما أقرأ؟ قال:فغتني به حتى ظننت أنه الموت،ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قال: (النبي):قلت :ما أقرأ؟ !قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال:اقرأ. قال(النبي) فقلت: ماذا: ماذا أقرأ؟ و يضيف( النبي):ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي، فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق.اقرأ و ربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم(العلق1/5). قال النبي:فقرأتها، ثم انتهى فانصرف عني و هببت من نومي، فكأنما كتبت في قلبي كتابا".

ب ـ رواية البخاري
و في صحيح البخاري (194/256هـ) عن عائشة زوج النبي (بعد خديجة) أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، و كان يخلو بغار حراء فيحنث فيه ـــ و هو التعبد ـــ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أعله و يتزود لدلك ثم يرجع إلى خديجة (زوجته) فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، و هو في غار حراء فجاءه الملك فقال:اقرأ. قال ما أنا بقارئ! قال (النبي) فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قلت ما أنا بقارئ! فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ.فقلت: ما أنا بقارئ! فأخذني فغطني الثالثة فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق.اقرأ و ربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم".فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني، زملوني (لففوني) فزملوه حتى ذهب عنه الروع".
هذا و قد أورد ابن جرير الطبري(224/310هـ) في تاريخه عدة روايات في نفس الموضوع، جاء فيها كلها جواب النبي على جبريل بصيغة:"ما أقرأ؟" و "ماذا أقرأ؟" . بعض تلك الروايات رويت عن نفس المصدر الذي روى عنه البخاري،أعني عائشة زوج النبيصلي الله عليه وسلم


ج ـ استفهام... أم نفي؟
ما نريد لفت النظر إليه هنا أمران:
أولهما ذلك الاختلاف الذي بين النبي لجبريل في كل زمن من رواية ابن إسحاق و روايات الطبري من جهة (ما أقرأ؟، ما أنا بقارئ؟)
و إدا كان من الممكن حمل "ما" في "ما أقرأ" على النفي أيضا (إضافة إلى الاستفهام)، فمن الممكن فعل عكس ذلك بالنسبة للصيغة الأخرى "ما أنا بقارئ"، أعني حملها على الاستفهام (إضافة إلى النفي) على اعتبار الباء زائدة (قارن: ما أنا فاعل بكم؟). غير أن عبارة "ماذا أقرأ؟" التي تكررت في روايات ابن اسحق و الطبري، لا يمكن حملها إلا على الاستفهام، و بالتالي يكون رد النبي على جبريل استفسارا عما يريد منه أن يقرأ، و ليس نفيا لمعرفة القراءة.
يمكن أن يقال أن المقصود بالقراءة هنا ليس القراءة التي تعني التهجي في كتاب أو في ورق أو غيره، بل المقصود هو مجرد التلفظ بالأصوات التي تفيد معنى في اللغة، أعني القراءة، لا بمعنى " التتبع بالأصوات التي تفيد معنى في اللغة، أعني التي تخصها، بل بمعنى استظهار ما تم حفظه و تلاوته.و في هده الحالة سيكون مضمون طلب جبريل "اقرأ"، هو: أعد التلفظ بما تسمع! و الجواب المناسب في هذه الحالة هو الاستفسار: "ماذا أقرأ؟" و ليس النفي، إذا لا يعقل أن ينفي النبي عن نفسه القدرة على إعادة التلفظ بما يسمع! و إذا كان من الممكن القول إن عبارة " ما أنا بقارئ" تعني: "ما أنا ممن يغرف القراءة"، بمعنى القراءة في الكتاب، قد ذكر مرتين في رواية ابن إسحاق كما رأينا. و إذا فرضنا أن جبريل وضع أمامه كتابا و قال له:"اقرأ"، فإنه لا يمكن أن يفعل ذلك لو لم يكن يعرف أن النبي يحسن القراءة في كتاب!
على أن الصيغة التي تفيد مجرد القراءة بمعنى التلاوة تناسب سؤال جبريل كما تناسب جوهر المسألة عند من يفهم من الوصف الذي وصف به القرآن النبي محمدا عليه السلام، أعني "الأمي" في قوله "النبي الأمي "، على أنه" عدم المعرفة بالقراء و الكتابة"،. غير أن هذاالنوع من الفهم ليس ضروريا في نظرنا، فليس من شرط النبي أن لا يعرف القراءة و لا الكتابة! أما ما يوظف فيه هدا النوع من الفهم، من أن القرآن وحي من الله بدليل أن الموحي إليه به كان لا يعرف القراءة و الكتابة، الشيء الذي يستدلون عليه بقوله تعالى
(
وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)العنكبوت48، فالحاجة إلى هذا النوع من الدليل غير قائمة، فضلا عن أن معنى الآية لا يخدم هذا الدليل"، كما سنرى لاحقا.
هناك قرينة أخرى تدل على أن معنى القراءة، في رد النبي على جبريل بقوله "ماذا أقرأ؟"، ينصرف إلى القراءة
" ، بمعنى القراءة في كتاب.هذه القرينة هي ورود لفظ "كتاب" في العبارة التي قال النبي:"فجاءني جبريل، و أنا نائم، بنمط من ديباج فيه كتاب".و قوله "وهببت من نومي، فكأنما كتبت (الآيات التي قرأها عليه جبريل) في قلبي كتابا". إن ذكر الكتاب في سياق هذا الحديث، مرتين، قرينة واضحة تشير إلى أن الأمر يتعلق بشخص يعرف الكتابة و القراءة و يقرأ في كتاب، و يريد أن يبين لمخاطبه نوع مشاعره عندما كان يخوض هذه التجربة مع جبريل. و بدون إعطاء هده الوظيفة للعبارتين اللتين ذكر فيهما النبي "الكتاب"، ستكونان فضلا من القول، و نحن ننزه النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك.


منقول من كتاب مدخل إلى القرآن الكريم للأستاد محمد عابد الجابري

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفقير الى الله

¤° أدارة المنتديات °¤<
¤° أدارة المنتديات °¤
الفقير الى الله


عدد الرسائل : 516
توقيع المنتدى : اقرأ ... ماأنا بقارئ FP_04
السٌّمعَة : 3
نقاط : 52
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

اقرأ ... ماأنا بقارئ Empty
مُساهمةموضوع: رد: اقرأ ... ماأنا بقارئ   اقرأ ... ماأنا بقارئ Icon_minitimeالجمعة فبراير 27, 2009 6:51 am

Shocked
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اقرأ ... ماأنا بقارئ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ادعوا علي بصيرة ::  (لقد كان فى قصصهم عبره) :: قصص الانبياء والمرسلين-
انتقل الى: